نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 310
وصلنا عن
طريقه كتاب الله وسنة رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[1]
ثم أخذ يتحدث
عن اللغة السلفية الجديدة في التعامل مع الأحداث التاريخية، والتي تلغي كل أدوات البحث التي يتصور السلفية أنها
لهم وحدهم، فقال: (وقد
بدت بوادر هذه المجازفات فرأينا في هذه الايام من الاساتذة
المؤرخين أو تلاميذهم من يتلاعبون بتاريخنا الاسلامي، فيصححون الضعيف، ويضعفون
المتواتر لأن العقل - بزعمهم - يعقل هذا ولا يعقل ذاك، مع
ادعائهم بأنهم رجال ثغور التاريخ، وأنه يقع على عواتقهم تنقية هذا التاربخ وإعادة
كتابته وتصحيحه.. فإذا حاولت
أن تبحث عن منهجهم وجدته (يعقل،
ولا يعقل) و(ممكن، ولا أظن)، ويبدأون
تحقيقاتهم بـ (لست أدري، ومما يخيل إلي) لكنهم ينتهون بـ (من المؤكد) وبفعلهم هذا يكونون قد هدموا ما بناه
المحدثون منذ القرون الاولى مع أنهم ـ أي المؤرخون -
يتفقون نظريا مع أهل الحديث في أن (أفضل منهج لكتابة التاريخ الاسلامي
هو منهج أهل الجرح والتعديل وأن هذا المنهج هو المعيار
الحقيقي لقبول الخبر أو رده).. وهذه حقيقة لا جدال فيها ولا يشك فيها منصف، لكن المؤرخين
الاسلاميين هم أبعد الناس عن هذا المنهج عن التطبيق
العملي الواقعي مع اعترافهم بالمنهج نظريا، ومؤلفاتهم
شاهدة تنضح بما ذكرت من تناقضاتهم، فهم يدعون إلى
تطبيق منهج المحدثين، وبدعوتهم
هذه يكونون قد جعلوا على مؤلفاتهم صبغة أهل الحديث ظاهريا)[2]
وبعد هذه
المقدمة الخطابية المهمة التي تنبئ عن الحرقة التي أصابت صاحبها نتيجة ذلك العبث
والازدواجية التي يمارسها التراث السلفي، أخذ يضرب الأمثلة
على ذلك مما مارسه هذان المؤرخان الكبيران، ومثلهما
أكثر مؤرخي السلفية.