نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 340
العقدية-
التي عصفت بالمذهب السني- طورا جديدا، أكثر حدة وعمقا واتساعا)[1]
أما النص
الثالث، فيذكر فيه الباحث الأكاديمي السلفي حادثة
عنونها بهذا العنوان الذي يصور المتكلمين الدعاة إلى تنزيه الله بكونهم أصحاب فتنة
[فتنة الواعظ أبي الفتوح الإسفراييني ببغداد]
وعبر عن
العمل الدعوي الذي قام به هذا المتكلم انتصارا للتنزيه في وجه التشبيه والتجسيم
الذي كان ينشره السلفية بين العوام، فقال: (دخل
المتكلم الواعظ أبو الفتوح محمد الإسفراييني الأشعري (ت 538هـ) بغداد سنة 515، ومكث بها مدة طويلة، فحدثت
بسببه فتن كثيرة كبيرة، بينه وبين الحنابلة، لأنه جعل شعاره إظهار مذهب الأشعري وذم الحنابلة والتهجم
عليهم، وفي أحد الأيام مرّ بأحد شوارع بغداد مع
جم غفير من أصحابه، وفيهم من يصيح ويقول: (لا بحرف ولا بصوت، بل
عبارة)، فرجمه العوام، ثم
تراجموا فيما بينهم وحدثت مصادمات عنيفة أدت إلى حدوث فتنة كبيرة لم تصلنا
تفاصيلها)[2]
ثم علق على
هذه الحادثة بقوله: (وهذا الواعظ كان متكلما، لذا وجدنا في أصحابه من يردد مقولة أشعرية كلامية، وهي:
(لا بحرف ولا بصوت، بل عبارة)، ومعناها –عند الأشعرية- إن القرآن الكريم ليس كلام الله على
الحقيقة، وليس بحرف ولا بصوت، بل هو عبارة وحكاية عن كلام الله النفسي القديم الذي
لا يتعدد ولا يتبعّض، ولا ينفصل عن الذات الإلهية على ما تقوله
الأشعرية، وهذه المسألة هي من أسباب الأزمة العقيدية
التي عصفت بالمذهب السني، وهي مرتبطة بقضية الصفات، فأصبح العوام يخوضون فيها، ويرددونها
كشعار للأشاعرة، وإغاضة للحنابلة وأهل الحديث، الذين يُعارضونهم في
[1] الأزمة العقيدية بين الأشاعرة وأهل
الحديث، ص20.