نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 388
الصحابة
رضوان الله عليهم أجمعين، ولم يتكلم أحد منهم في علم الفلك بشيء
فضلا عن القول بحركة الأرض وثبات الشمس، والرجم بالغيب عن
أبعاد الكواكب ومقادير أجرامها وغير ذلك مما أودعه الصواف في رسالته. ثم التابعون وتابعوهم بإحسان وأئمة العلم والهدى من
بعدهم، ولاسيما الأئمة الأربعة وأقرانهم من أكابر
العلماء، فهؤلاء هم العلماء الأعلام على الحقيقة، ولم يقل أحد منهم بحركة الأرض وثبات الشمس، ولم يرجموا بالغيب عن أبعاد الكواكب ومقادير أجرامها، وغير ذلك مما أودعه الصواف في رسالته ونسبه إلى
العلماء الأعلام، وهو بذلك قد افترى عليهم، ونسب إليهم ما لم يؤثر عن أحد منهم، وإنما هو مأثور عن أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم، فهم في الحقيقة خلفاء الصواف الذين زعم أنهم عظام، وعلماؤه الذين زعم أنهم العلماء الأعلام)[1]
هذه ردوده
على مواقف الصواف العامة، أما التفاصيل المرتبطة بالحقائق الكونية
البديهية، فهي كثيرة جدا، ومنها
رده على ما يورده علماء الفلك الحديث من ضخامة الكون، وأن
الأرض لا تشكل إلا حيزا بسيطا فيه، أو كما عبر
الصواف بقوله: (ولعل أدق وصف للأرض بالنسبة للكون هو
أنها هباءة دقيقة لا ترى إلا بالمجهر في هذا الفضاء الفلكي الواسع بالنسبة إلى
الأجرام السماوية المتناثرة في أنحاء الكون) [2]
واستشهد لهذا
ببيت لجميل صدقي الزهاوي يقول فيه:
وما الأرض بين
الكائنات التي ترى
***
***
بعينيك إلا ذرة
صغرت حجما
وقد رد
التويجري على هذا بقوله ـ على الطريقة السلفية ـ: (والجواب
عن هذا من وجوه أحدها أن
يقال: ما يدري جميلا الزهاوي أن الأرض كالذرة
بين الكائنات التي