نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 53
وإذا قرأو
قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه
تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين) [1] نصوا على أن أهل هذا العلم هم أهل الحديث،
وأنهم لذلك عدول بتعديل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
كما قال الحاكم: (لولا كثرة طائفة المحدثين على حفظ الأسانيد، لدرس منار الإسلام،
ولتمكن أهل الإلحاد والمبتدعة من وضع الأحاديث وقلب الأسانيد) [2]
وقال بعده النووي:
(هذا إخبار منه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بصيانة هذا العلم وحفظه وعدالة ناقليه، وإن الله
تعالى يوفق له في كل عصر خلفا من العدول يحملونه وينفون عنه التحريف فلا يضيع، وهذا
تصريح بعدالة حامليه في كل عصر، وهكذا وقع ولله الحمد، وهو من أعلام النبوة، ولا
يضر كون بعض الفساق يعرف شيئا من علم الحديث، فإن الحديث إنما هو إخبار بأن العدول
يحملونه لا أن غيرهم لا يعرف شيئا منه)[3]
وهكا إذا
رووا قوله k: (أولى الناس بى يوم القيامة
أكثرهم على صلاة)[4]، فإنهم وبتحد عجيب يحملونها على أنفسهم،
لا على أصحاب الطرق الصوفية الذين اتخذوا الصلاة على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وظيفة دائمة لا يتوقفون عنها، يقول أبو حاتم: (في
هذا الخبر دليل على أن أولى الناس برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في القيامة يكون أصحاب
الحديث، إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) منهم)[5].. ويقول أبو اليمن بن عساكر: (ليهن أهل
الحديث هذه البشرى، فقد أتم الله نعمه عليهم بهذه الفضيلة الكبرى، فإنهم أولى
الناس
[1] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي(135)