4 ـ تهمة
تقديس الولاية والأولياء: ومنها تعظيم آل بيت النبوة، واتهام الصوفية بالتشيع على
أساس ذلك، أو بالقبورية والشرك نتيجة تعظيم مقامات الأولياء.
1 ـ تهمة التنزيه المطلق للحضرة
الإلهية:
وهذه أكبر التهم، وقد اهتم
بها ابن تيمية كثيرا، وعلى أساسها كفر كثيرا من مشايخ الصوفية المتأخرين..
والمعاصرون من السلفية يرمون بها كل الصوفية ابتداء من الجنيد إلى آخر صوفي.. وهم
يقرؤون كل ما يقوله الصوفية من معان تحض على التوحيد إلى هذا المعنى.
ومن أمثلة ذلك قول صاحب كتاب
[الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ] في فصل خصصه لوحدة الوجود عند
الصوفية: (إن الصوفيين كلهم، من أولهم إلى
آخرهم، (إلا المبتدئين)، يؤمنون بوحدة الوجود)[1]
ثم راح يسوق الكثير من تلك
النصوص الجميلة التي ذكرها الصوفية، والتي راحوا من خلالها يعمقون صلة المؤمنين
بالله، ليجعلوا قبلة قلوبهم واحدة هي الله.. لكنها لم تكن جميلة عند السلفية، لأن
لوثة الخوف من الشرك التي امتلأت بها عقولهم جعلتهم ينكرون كل شيء، ويشكون في كل
شيء.. وليتهم إذ لم يفهموها، أو لم تعجبهم، سكتوا، بل إنهم شنوا حملة كبيرة عليها،
واعتبروها زندقة وهرطقة، واعتبروا أولئك العارفين الذين نطقوا بها زنادقة منحرفين
ضالين.
ومن أمثلة ذلك تلك النصوص
الجميلة الممتلئة بتنزيه الله وتعظيمه، قول أبي حامد الغزالي: (..فمن عرف الحق رآه في
كل شيء، إذ كل شيء فهو منه وإليه وبه وله، فهو الكل على التحقيق، ومن لا يراه في
كل ما يراه فكأنه ما عرفه، ومن عرفه عرف أن
[1] الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة
في التاريخ، ص75.