على رأس كل سنة من تاريخهم،
فبعض المسلمين تشبه بالنصارى فأحدث المولد في الإسلام بعد مضي القرون المفضلة، لأن
المولد ليس له ذكر في القرون المفضلة كلها، وإنما حدث بعد المائة الرابعة، أو بعد
المائة السادسة لما انقرض عهد القرون المفضلة، فهو بدعة، وهو من التشبه بالنصارى)[1]
هذا قليل من
كثير من فتاوى علماء السلفية في اعتبار ما تضمنته البردة من معاني سامية، ومشاعر
متدفقة رفيعه لرسول الله k.. شركا جليا، وكفرا
بواحا..
وقد ألفوا في
ذلك المؤلفات الكثيرة التي تحجر على كل لسان يغرد بحب رسول الله k.. حتى صار حب رسول الله k
والتعبير عن الشوق إليه جريمة أكبر من جريمة القتل والفاحشة وغيرها.. لأنهم
يتساهلون في تلك الجرائم، بينما يتشددون في هذا.
النموذج الثاني: البرعي ومدحه
للنبي k.
مثلما وقف السلفية موقفا
سلبيا من البوصيري، فقد وقفوا نفس الموقف من الشاعر الكبير المشهور في الدوائر
الصوفية المتأخرة الشيخ عبد الرحيم بن الشيخ محمد وقيع الله البرعي أحد أبرز شيوخ
الصوفية العاملين في السودان والعالم الإسلامي.
فمن الكتب التي ألفت لتكفير
الشاعر نتيجة مشاعرة الجياشة نحو رسول الله k كتاب بعنوان [شــعر البــرعي فـي ميزان الكتاب والسنة] لمؤلفه عمر بن التهامي بن
عبد الرحمن، والذي قدم له وقرظه وشجعه الشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان.
وقد قال في تقديمه للكتاب: (فإنَّ
الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتمَّ علينا النعمة ورضىَ لنا الإسلام ديناً، ومن
ثمار ذلك الإكمال والتمام والرضى بيان أبواب الخير والحثّ عليها والترغيب في
ولوجها. وبيان أبواب الشرِّ والتحذير منها والترهيب من