وهكذا قال التويجري في كتابه
الذي خصصه لتكفيرهم ـ عند ذكره لبعض القصص التي حصلت بين السلفية وبينهم ـ (قال الشيخ الذي أرسل
إليَّ المذكرة: وقد حصلت لي مع الشاهد المذكور قصة، وهي أنه جاءني مستنكراً الكلام
في جماعة التبليغ! فقلت له: إنهم متصوفة وماتريدية لا يصفون الله بصفة العلو،
فقال: وما الدليل على ذلك؟ فقلت له: اذهب بنفسك، وحاول أن تقف على الواقع. فذهب
الرجل، وبعد أيام عاد إليَّ وهو يقول: إن ما ذكرته من كونهم لا يعترفون بعلوِّ
الله واستوائه على عرشه صحيح. فقلت له: وكيف عرفت ذلك؟ قال: ذهبت إلى رئيس الجماعة
سعيد أحمد الذي كان يثق بي تمام الثقة؛ لأني من تلاميذه ومريديه، فقلت له: إني لست
في شك من عقيدتنا، وهي أن الله في كل مكان، وليس هو في السماء، ولكن؛ بماذا نردُّ
على الذين يقولون: إن الله في السماء. فقال: اتركهم واثبت على عقيدتك؛ فهي الحق)[1]
وقد علق التويجري على هذه القصة
بقوله: (وهذه طامة كبرى من عقائد التبليغيِّين، وهي إنكار علو الله على خلقه، وهذا
هو مذهب الجهمية الذين كفَّرهم كثير من علماء السلف وتبرَّؤوا منهم.. وقد ذكر عبد
الله ابن الإِمام أحمد في كتاب [السنة] كثيراً من أقوال العلماء في تكفيرهم،
وذكرها غيره من الأئمة الذين صنَّفوا في السنة والردِّ على الجهميَّة. فليعتبر
المسارعون إلى الانضمام إلى جماعة التبليغ بما ذُكر عن رئيس جماعتهم في المملكة
العربية السعودية أنه يعتقد أن الله في كل مكان وليس هو في السماء! وهذا كفر صريح؛
لمناقضته للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على أن الله تعالى
مستوٍ على عرشه، فوق جميع المخلوقات، وأنه مع الخلق بعلمه واطلاعه وإحاطته.. فليحذر
المؤمن الناصح لنفسه من الانضمام إلى التبليغيين الذين
[1] القول البليغ في التحذير من جماعة
التبليغ، ص42.