لا تختلف
النظرة السلفية التكفيرية للإباضية عن نظرتها لسائر الأمة، ذلك أنهم يقولون
بالكثير من العقائد التي اتفق سلف السلفية وخلفهم على التكفير بها.. ولكن بما أن
صراعهم الحالي متوجه إلى الشيعة، وفي وقت سابق كان متوجها إلى الصوفية، فلهذا
كانوا أكثر هدوءا معهم، وإن كانوا يبطنون تكفيرهم، بل يظهرونه في كثير من الأحيان،
ولكن ليس بالحدة التي أظهروا بها كفر الشيعة أو الصوفية لعدم وجود أسباب سياسية
تشجعهم على إعلان المواجهة.
وأول
ما يكفر به السلفية الإباضية اتهامهم بكونهم خوارج، وأن كل النصوص الواردة في
الخوارج منطبقة عليهم، ولهذا يفسرون قوله k فيهم وفي سلفهم من الخارجين على الأمة المكفرين لها: (سيخرج قوم
في آخر الزمان، حداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، لا يجاوز
إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم
فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة)[1] إلى حمله على الخوارج قديما
والأباضية حديثا[2].. ولست أدري كيف يحملونه
عليهم، وهم أكثر الناس سلاما مع الأمة، وأبعد الناس عن التطرف والإرهاب والعنف
الذي بدأ بسلف السلفية، وانتهى بخلفهم.
بالإضافة إلى هذا، فهم يحكمون
عليهم بما يحكمون على القائلين بخلق القرآن، وهم جميع الأمة ما عداهم..
ويحكمون عليهم بما يحكمون على
ما يسمونه تعطيل الصفات وإنكار الجهة