نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104
يحتاج إلى
تفاصيل.. والقاضي العادل لا يمكنه أن يعرف الحقيقة إلا بعد سماعها جميعا.
قال الكوثري:
بورك فيك.. وهذا اعتقادنا فيك.. ولهذا لجأنا إليك.. التجسيم – سيدي القاضي – كلمة (جسَّم) مشتقة من (الجسم)، وهي تعني
بذلك نسبة الجسم إلى المفعول.. وذلك مثل: فسَّقته أي نسبته إلى الفسق، وكفرته إذا
نسبته إلى الكفر[1].
قال القاضي:
هذا جيد.. فماذا تريدون بالجسم؟
قال الكوثري:
هو ما نعرفه في واقعنا من كونه ذلك الذي يحتل حيزا محدودا، ويكون مركبا، وقابلا
للقسمة، وغير ذلك من خصائص الأجسام التي تدرس في الفيزياء والكيمياء والطب ونحوها.
وقد عرفه
سلفنا المتكلمون بقولهم: (الجسم هو المتحيز بالذات، القابل للقسمة)[2]
قال القاضي: فما
تعنون بالمتحيز بالذات؟
قال الكوثري::
هو من يكون له مكان محدد يقبل الإشارة الحسية إليه بأنه في هذا الموضع، أو ذاك
الموضع..
قال القاضي: فما
تعنون بالقابل للقسمة؟
قال الكوثري:
نريد به كون الجسم مركبا من أجزاء حقيقية، بحيث يمكن أن نأخذ كل جزء على حدة.. قال
القاضي: هذا يعني أن هناك تقسيما غير حقيقي؟
قال الكوثري:
أجل.. ونحن نسميه التقسيم الوهمي.. والفرق بينهما أن قسمة الكل إلى أجزائه إذا
أوجبت انفصال هذه الأجزاء فعلاً فهي قسمة فعلية وتسمى انفكاكية أيضاً،
[1]
استفدنا في هذا المبحث وفي هذا الجزء من الكتاب برسالة علمية رائعة بعنوان
(التجسيم في الفكر الإسلامي) للدكتور صهيب السقار.