نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 113
من سلف
الأُمّة وأئمتها أنّه ليس بجسم، وأنّ صفاته ليست أجساماً وأعراضاً)[1]
أراد
الميلاني أن يجلس، فقلت: انتظر لدي شبهة أريد عرضها عليك..
قال
الميلاني: هلم بها..
قلت: لقد
سمعت بعض أصحاب ابن تيمية يعترض عليكم أنكم تقولون ما لا تفعلون.. فبينما تنكرون
كون الباري سبحانه جسماً لا كالأجسام، تثبتون أنه شيء لا كالأشياء؟
ابتسم
الميلاني، وقال: سأورد لك في هذا ردا لعلم كبير من أعلام التنزيه هو القاضي أبو
بكر الباقلاني، فقد أورد السؤال الذي ذكرته، ثم أجاب عليه بقوله: (إنّ قولنا (شيء)
لم يبن لجنس دون جنس، ولا لإفادة التأليف، فجاز وجود شيء ليس بجنس من أجناس
الحوادث وليس مؤلَّفا، ولم يكن ذلك نقضاً لمعنى تسميته بأنّه شيء. وقولنا (جسم)
موضوع في اللغة للمؤلَّف دون ما ليس بمؤلَّف، كما أنّ قولنا: (إنسان) و(مُحدَث)
اسم لما وُجد من عدم، ولما له هذه الصورة دون غيرها، فكما لم يجز أن نثبت القديم
سبحانه محدَثاً لا كالمحدثات وإنساناً لا كالناس، قياساً على أن لا شيء كالأشياء،
لم يجز أن نثبته جسماً لا كالأجسام، لأنّه نقض لمعنى الكلام، وإخراج له عن موضوعه
وفائدته)[2]
ثانيا
ـ تعظيم ابن تيمية للمشبهة والمجسمة
بعد أن ساق
الميلاني من الأدلة ما ساق مما ذكرته لكم قام الخليلي، وقال: بعد أن اتضح لكم – سيدي القاضي – ما ذكره ابن تيمية تصريحا أو تلميحا حول
موقفه من التجسيم.. أريد أن أسوق لك الدليل الثاني إن إذنت لي في ذلك.