نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126
(وأما
المجسمة بمدينة هراة فلما ثارت نفوسهم من هذا اللقب عمدوا إلى أبي إسماعيل عبد
الله الأنصاري صاحب كتاب ذم الكلام فلقبوه بشيخ الإسلام. وكان الأنصاري المشار
إليه رجلاً كثير العبادة محدثاً إلا أنه يتظاهر بالتجسيم والتشبيه وينال من أهل
السنة وقد بالغ في كتابه ذم الكلام حتى ذكر أن ذبائح الأشعرية لا تحل..وكان أهل
هراة في عصره فئتين فئة تعتقده وتبالغ فيه لما عنده من التقشف والتعبد وفئة تكفره
لما يظهره من التشبيه)
ولعل ابن
تيمية ما أنس له وعظمه إلا لمواقفه المتشددة من المنزهة، ولهذا ينقل عنه معظما له،
ومن ذلك قوله: (وقال شيخ الاسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري في كتاب
ذم الكلام في آخره لما عقد باباً في ذكر هؤلاء الأشعرية المتأخرين فقال باب في ذكر
كلام الأشعري، ولما نظر المبرزون من علماء الأمة وأهل الفهم من أهل السنة طوايا
كلام الجهمية وما أودعته من رموز الفلاسفة ولم يقع منهم إلا على التعطيل البحت وأن
قطب مذهبهم ومنتهى عقيدتهم ما صرحت به رؤوس الزنادقة قبلهم أن الفلك دوار والسماء
خالية..وأن قولهم سميع بلا سمع.. بلا نفس ولا شخص ولا صورة،..فقد شحنت كتاب تكفير
الجهمية من مقالات علماء الإسلام ورن الخلفاء فيهم ودق عامة أهل السنة عليهم
وإجماع المسلمين على إخراجهم من الملة..يردون على اليهود قولهم يد الله مغلولة
فينكرون الغل وينكرون اليد فيكونوا أسوأ حالاً من اليهود لأن الله سبحانه أثبت
الصفة ونفى العيب واليهود أثبتت الصفة وأثبتت العيب، وهؤلاء نفوا الصفة كما نفوا
العيب..وإنما اعتقادهم أن القرآن غير موجود، لفظية الجهمية الذكور بمرة والجهمية
الإناث بعشر مرات.. قالوا وقد شاع في المسلمين أن رأسهم علي بن إسماعيل الأشعري
كان لا يستنجي ولا يتوضأ ولا يصلي)[1]
[1] بيان
تلبيس الجهمية 2 /400- 404 وانظر هذه الحكاية في سير أعلام النبلاء 16/ 478.
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126