نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175
التفت القاضي
إلى الهندي، وقال: وعيت هذا، وأدركت خطورته.. فهات المثال السابع.
قال الهندي: المثال
السابع - سيدي- هو دفاع ابن تيمية عن الرؤية الحسية لله، أي رؤيته رؤية حسية كرؤية
أي جسم من الأجسام.. وذلك يقتضي التجسيم المحض.
قال القاضي:
قبل أن تحدثني عن رأي ابن تيمية ومدرسته في المسألة.. حدثني عن موقف المنزهة من
الرؤية.
قال الهندي: المنزهة
– سيدي
القاضي –
متفقون على استحالة الرؤية الحسية لله، لأن الرؤية الحسية لا تكون إلا للأجسام،
وتعالى الله أن يكون كذلك.. وهو ما ينص عليه صراحه قوله تعالى: ﴿لَا
تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103]
قال القاضي: ولكن
سمعت عن اختلافهم في ذلك.. وأن بعضهم يقول بإمكانية الرؤية.
قال الهندي: أجل– سيدي القاضي – ولكن الرؤية التي يقصدها هؤلاء تختلف تماما عن الرؤية التي يقصدها ابن
تيمية.. بل إني بحثت في المسألة، فوجدت أن الخلاف فيها بين المنزهة لا يعدو أن
يكون خلافا لفظيا.. لأن الرؤية القلبية أو العرفانية التي يقصدها المنزهة يتفق
فيها الجميع.
وقد قال
الغزالي – وهو من أئمة المنزهة – يوضح المراد بهذه الرؤية: (إنما أنكر الخصم الرؤية
لأنه لم يفهم ما تريده بالرؤية ولم يحصل معناها على التحقيق، وظن أنا نريد بها
حالة تساوي الحالة التي يدركها الرأي عند النظر إلى الأجسام والألوان وهيهات! فنحن
نعترف باستحالة ذلك في حق الله سبحانه، ولكن ينبغي أن نحصل معنى هذا اللفظ في
الموضع المتفق، ونسبكه ثم نحذف منه ما يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى، فإن نفي
من معانيه
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175