نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188
تتشكل
الملائكة والجن؟
قلت: هم
يقولون بذلك، وإن لم يصرحوا به.. ولذلك يذكرون أن الناس سواء كانوا مؤمنين أو غير
مؤمنين يرونه كل مرة بصورة جديدة، وذلك لا يعني سوى القدرة على التشكل.
المثال
الثاني:
التفت القاضي
إلى الهندي، وقال: وعيت هذا.. فهات المثال الثاني.
قال الهندي: المثال
الثاني هو ما ساقه ابن تيمة وسلفه الذين يعتمد عليهم في تفسير قوله تعالى: ﴿
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ
وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾
[البقرة: 210]، فمع أنه يمكن حمل الآية على ما يتناسب مع عظمة الله وقدسيته إلا
أنهم سوقوا من خلالها كل ما يريدون من معاني التشبيه.
وقد اهتم بها
ابن تيمية كثيرا، فأوردها في مواضع كثيرة من كتبه..
قال القاضي:
هلا سقت لي واحدا منها، لأرى رأيه فيها.
قال الهندي: سأسوق
لك نصا طويلا اقتبسه ابن تيمية من سلفه الدارمي في نقضه على المريسي، وقد ذكره ابن
تيمية في كتابه (درء تعارض العقل والنقل)، وأراد من خلاله أن يبين ضلال من ينكر
التجسيم والتشبيه في هذا الموضع، قال فيه: (وادعيت أيها المريسي في قول الله عز
وجل: ﴿هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة﴾
(الأنعام: 210) وفي قوله: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ
اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ﴾ [البقرة: 210]
فادعيت أن هذا ليس منه بإتيان، لما أنه غير متحرك عندك، ولكن يأتي بالقيامة بزعمك،
وقوله: ﴿ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾: يأتي
الله بأمره في ظلل من الغمام، ولا يأتي هو بنفسه.. ثم زعمت أن معناه كمعنى قوله: ﴿فَأَتَى
اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ﴾ [النحل: 26] ﴿فَأَتَاهُمُ
اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ﴾ [الحشر: 2]، فيقال لهذا المريسي:
قاتلك
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188