نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19
أصابني الرعب
من تهديده، كما أصاب جميع من كانوا بجنبي ما عدا صاحبي الوهابي التائب الذي قهقه
بصوت عال، حتى خفت عليه، ورحت أضع يدي على فمه، لأغلقه، خشية أن يلتفت لنا
البربهاري أو ابن بطة أو بعض الحازميين أو الحوينيين أو المدخليين.. وما أكثرهم،
فقد كان ظاهرهم وباطنهم كافيا لزرع الرعب في أشجع الشجعان وأعظم الأبطال.
وقد تعجبت من
صاحبي الوهابي الذي لم يكن يبالي بما يرى أو بما يسمع، فهمست له في أذنه: ألم يصبك
الرعب مما ترى وتسمع؟
فقال، وهو
يبتسم: لقد كنت أخاف مثلك.. لكني بمجرد أن تحررت منهم صاروا أهون في عيني من بيت
العنكبوب.. فلا تخف ولا تفزع.
عائض
القرني:
بعد أن جلس
رئيس الجمعية تقدم المسؤول عن التعريف بالمحاضرين إلى المنصة، وقال: سيتقدم الآن
علم من أعلام السلف الصالح.. مؤلف الكتاب المشهور (على ساحل ابن تيمية) الذي بين
فيه مكانة شيخ الإسلام ابن تيمية من خلال علمه ومكانته بين العلماء.. وأثبت
بالأدلة القاطعة أن شيخ الإسلام هو المربى والمفسر والمحدث والفقيه والمناظر
والمجاهد والعابد، وأن مثله كمثل بحر لجى لكنه عذب، محيط هادر لكنه فرات، وهل
يستطيع المرء - ولو أجاد السباحة - أن يغوص فى أعماق البحر، أو أن يهبط إلى قعر
المحيط؟ كلا لا يستطيع، ولكنه يستطيع أن يطل إطلالة[1]..
تقدم القرني
من المنصة، وبعد الخطبة الطويلة التي تعودوا تقديمها، بدأ محاضرته
[1] النص
مقتبس من مقدمة كتاب (على ساحل ابن تيمية) لعائض القرني ببعض التصرف الذي يقتضيه
المقام، وهكذا بعض النصوص التي نوردها في هذا المقام حتى لا يقال بأننا نقولهم ما
لم يقولوا.
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19