نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 238
الصَّلَاةَ
وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾ [النساء: 43] لما
صلى فقرأ وخلط)[1]
أرأيت – سيدي – كيف
يرمي بسيف حقده على علي بن أبي طالب، ويتهمه بشرب الخمر، وفي الصلاة، ويجزم بذلك،
وكأنه لا مجال للشك فيه؟
قال القاضي:
وما حجته في ذلك؟
قال
الصنعاني: حجته في ذلك حقده وبغضه لعلي.. وإلا فإن الحديث الذي ورد في المسألة
حديث مضطرب ضعيف لا يصح الاستدلال به بهذا الجزم..
فهناك رواية
تقول: إنّ صاحب الدعوة هو عبد الرحمن بن عوف، وإنّ علياً كان هو الإمام.. ورواية
تقول: إنّ صاحب الدعوة رجل من الأنصار.. ورواية تقول: إنّ إمام الجماعة كان عبد
الرحمن بن عوف.. ورواية تقول: أنّهم قدّموا فلاناً (يعني للصلاة)
وأنت ترى – سيدي القاضي- أنّ ابن تيمية قد تعلّق، لغرض أو مرض
في قلبه، بالرواية التي تزعم أنّ عليّاً كان هو إمام الجماعة، وأغمض عينيه عن سائر
الروايات التي تذكر غيره، كما أنّه لم يُشر ـ للغرض نفسه ـ إلى اختلاف الروايات
واضطرابها في الموضوع، وحكم حُكماً قاطعاً بأنّ الآية نزلت في عليّ!!
ثمّ إنّ هذه
الروايات معارضة برواية صحيحة الإسناد، مرويّة عن أبي عبد الرحمن السلميّ، أيضاً،
وقد رواها الحاكم النيسابوري بإسناده عن أبي عبد الرحمن عن عليّ، قال: (دعانا رجل
من الأنصار، قبل تحريم الخمر، فحضرت صلاة المغرب، فتقدّم رجل فقرأ: ﴿قُلْ
يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، فالتبس عليه، فنزلت ﴿لَا
تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾
[النساء: 43])[2]
ومن الملاحظ
أنّ هذه الرواية لم تتحدّث عن مجلس للخمر حضره عليّ، وإنّما عن