نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 270
به أحد من
المسلمين قبله)
قال القاضي:
أنت تعلم أننا في مجلس قضاء، وأنه لا يكفي فيه شهادات المخالفين والخصوم.. بل
نحتاج إلى أدلة أكثر قوة وثبوتا ودلالة.
قال الهندي: أجل
سيدي القاضي.. أردت فقط أن أذكر لك استبشاع العلماء لتلك الفتاوى التي أصدرها،
وكيف صدمت الأمة بها، لأنها لم تكن تتصور أن هناك من يتجرأ على مثل ذلك.
قال القاضي:
لكن مع ذلك لا مناص لنا من أن نستمع لابن تيمية نفسه.. هكذا تقتضي العدالة.
قال الهندي: لقد
ذكر ابن تيمية هذه المسألة في مواضع كثيرة من كتبه، ومنها فتواه لمن سأله عن قوله a: (مَن زار قبري وجبت له شفاعتي)، و(من زار البيت ولم
يزرني فقد جفاني)، وهل زيارة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم على وجه
الاستحباب أو لا؟
فأجاب: (أمّا
قوله: (مَن زار قبري وجبت له شفاعتي) فهذا الحديث رواه الدارقطني ـ فيما قيل ـ
بإسناد ضعيف، ولهذا ذكره غير واحد من الموضوعات، ولم يروه أحد من أهل الكتب
المعتمد عليها من كتب الصحاح والسنن والمسانيد، وأمّا الحديث الآخر قوله: (مَن حج
البيت ولم يزرني فقد جفاني)، فهذا لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث، بل هو موضوع
على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ومعناه مخالف للإجماع، فإنّ جفاء الرسول a من الكبائر.. وأمّا زيارته فليست واجبة باتّفاق
المسلمين، بل ليس فيها أمر في الكتاب ولا في السنّة، وإنّما الأمر الموجود في
الكتاب والسنّة بالصلاة عليه والتسليم. وأكثر ما اعتمده العلماء في الزيارة قوله
في الحديث الذي رواه أبو داود: (ما من مسلم يسلّم عليّ، إلاّ ردّ الله عليّ روحي
حتى
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 270