وقد استدل
الشوكاني للزيارة بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا
إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ
عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 100]، فقال:
(والهجرة إليه a في حياته الوصول
إلى حضرته وكذلك الوصول بعد موته)[2]
واستدل لها
بقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ
تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 64]، فقال: (ووجه الاستدلال بها أنه a حي في قبره بعد موته كما في حديث: الأنبياء أحياء
في قبورهم ، وقد صححه البيهقي وألف في ذلك جزءا)[3]
بل إن هذه
الآية استدل بها فقهاء الصحابة، فقد روي عن عبد الله بن مسعود قال: (إن في النساء
لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها ، وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها
يعرفونها وذكر منها: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا
اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾[النساء: 64])[4]، ففرح ابن مسعود بهذه الآية ظاهر في أنها
عامة.
الدعاء:
قال القاضي:
حدثتنا عن النصوص الواردة في نفس الزيارة، فحدثنا عن الدعاء عند القبر، والذي
اعتبره ابن تيمية بدعة.
قال الهندي: لقد
ذكرنا لك سابقا سيدي القاضي تقسيم ابن تيمية الزيارة إلى زيارة