نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 299
عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء
لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) [1]
فإن مقدمات
هذا الدعاء تتناسب تماما مع نوعه، فقد قدم الدعاء بمخاطبة الله التي تستدعي حضور
القلب معه، ثم الإقرار بالوحدانية، والتي تدل على تصحيح الإيمان، أو تشير إلى أن
الذنب لا يتعلق بالتوحيد، لأن الله وعد أن يغفر غير الشرك، ثم تجديد العبد العهد
مع الله بحسب الاستطاعة، ثم الاستعاذة بالله من الذنب وشره، مع الإقرار بنعمة
الله، وفي الأخير طلب المغفرة المشفوع بمعرفة أن المتفرد بمغفرة الذنب هو الله
تعالى.
وهكذا في كل الأدعية نجد الحقائق الإيمانية التي
تناسبها، ومن ذلك قوله a:(إذا خفت سلطانا أو غيره، فقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم،
سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت، عز جارك وجل ثناؤك
ولا إله غيرك) [2]، فهذه الصيغة
تتناسب تماما مع نوع الحاجة.
ومن هذا
الباب كان التوسل برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وهو نوع من الحضور
معه، والشعور بمعيته، وله تأثير كبير في ربط القلب بمحبته، وهو السبيل الصحيح
لسلوك سنته.
فالتوسل
بذلك، والذي يستحضر فيه قلب السائل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
ثم يستشفع به إلى الله، مع الخلو من اعتقاد الوساطة الشركية، والامتلاء بالشعور
بالمنة، يملأ القلب شعورا برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وذلك لا يفيد السائل فقط في تحقيقه ما أراده، بل يزيده قربا من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
والقول بذلك
يحرم الأمة جميعا من هذا الخير الجزيل، فلا يتمتع به على مقتضى هذا القول إلا
المصاحبون لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.