نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
في لباسه، يرتدي ثوبا فضفاضا أشبه ما يكون بلباس أهل
مصر، إلا أنه محاك على السنة.. فهو سلفى المظهر والشارة.
وهو فوق هذا
المظهر صاحب بصيرة نافذة وفراسة حادة يعرف ذلك عنه من خالطه وأخذ العلم على يديه
ومما يدلل ويؤكد على فراسة الشيخ أنه كان يتأمل وجوه تلاميذه ويتفرس فيهم فيعرف
المجد من الخامل والنابه من الجاهل فيخص هؤلاء بعلم قد لا يخص به أولئك.
قال ذلك، ثم
تقدم العفيفي بقامته وهامته فكبر الجميع لرؤيتهم لطلعته البهية، وبعد مقدمة طويلة،
قال: لقد حدثكم المحاضران السابقان عن ذاكرة شيخ الإسلام وألمعيته بما ملأنا
بالعجب، وأما أنا فسأحدثكم عن أمر لا يقل عن ذلك.. إنه سعة علمه[1].. فمن العلماء من برع لكن في فن واحد،
فمنهم المحدث الجهبذ في حديثه، ومنهم العلامة في فقهه، ومنهم الفرد في تاريخه،
ومنهم الأوحد في أدبه،ولكن ابن تيمية كان بحراً لا تكدره الدلاء:
فهو المنظر
لأهل السنة في باب المعتقد، وهو المحدث الناقل البصير الجهبذ في علم الحديث رواية
ودراية، وفي علم الرجال، حتى شهد له المزي – وكفى به شاهداً – في هذا الباب، وشهد له الذهبي وهو فرد
زمانه في هذا التخصص، فكان يجرح ويعدل ويميز بين الروايات ويعرف هذا الفن معرفة
تامة دقيقة، وقد استولى على جميع أبوابه وعلى جميع فصوله وفنونه.
وهو في
استنباط النص آية من آيات الله عز وجل، فكان يورد الآية والحديث ثم يورد كلام أهل
العلم ممن سبقه، ثم يأتي بكلام زائد على كلامهم، وربما انتقد كلامهم أو وافقه أو
عارضة أو سكت.
[1] النص
التالي من الكتاب السابق (على ساحل ابن تيمية بتصرف) بتصرف.
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30