وقد أقر ابن
تيمية كلام الهروي، وأن الأشاعرة جهمية في باب صفة الكلام، وأنهم بذلك وقعوا في هذه
البدعة المكفرة بإجماعهم.
وقد ذكر
الشيخ الهروي سلفه في هذا، فقال: (ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره
يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم
ومشائخنا)[2]
قال القاضي:
بمناسبة ذكرك للأشاعرة.. لقد سمعت من بعض المصادر أن ابن تيمية أثنى عليهم، وذكر
أنه يثني عليهم، بل يذكر أنهم أقرب إلى أهل السنة.
ابتسم الكوثري،
وقال: ذلك من خدعه الكبرى سيدي القاضي، لأن الأشاعرة في زمنه كانت لهم الغلبة
والسلطة، فلذلك خشي منهم، فاستبدل التصريح بكفرهم بالتلميح..
قال القاضي:
نحن لا يمكننا الحكم من خلال التلميحات.. بل نحتاج للتصريحات.
قال الكوثري:
صدقت سيدي القاضي.. وسأذكر لك قول بعض تلاميذ ابن تيمية المتأخرين في بيان معنى ما
ذكرته من قول ابن تيمية.. فقد قال: (ليس معنى هذا تزكيتهم وأنهم من أهل السنة، بل
معناه أنهم خير من الجهمية والمعتزلة على سوئهم الشديد كالقول إن النصارى أقرب إلى
الإسلام من اليهود، فليس معنى هذا أن النصارى مسلمون فالله الذي قال: ﴿
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ
وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ [المائدة: 82] قد نص على أن النصارى كفار كما قال
تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ﴾
[المائدة: 73])[3]
[1]
بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (4/405)