نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 403
لَمْ
يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ﴾
[البقرة: 249]، وذلك لأن الجندي الذي لا يطيق أن يصبر على الماء لا يمكنه أن يصبر
على مواجهة جالوت، وكم في النفس من (جالوت)
قال القاضي:
وعيت هذا.. وهو واضح لا حرج فيه، فهل أنكر ابن تيمية مثل هذا؟
قال
الإسكندري: ليته اكتفى بالإنكار.. بل ليته اكتفى بتحريم ما يمارسه الصوفية لتهذيب
المريدين ونشر القيم الروحية والأخلاقية في المجتمع.. بل ليته اكتفى بتبديعهم في
ذلك.
قال القاضي:
فهل هناك أكثر من هذا؟
قال
الإسكندري: أجل.. سيدي القاضي.. فقد أفتى الفتاوى الكثيرة التي تجرم ما يفعلونه،
وتبيح دماءهم لذلك، مثلما فعل مع تلك الفروع الفقهية البسيطة.. فما أسهل أن يفتي
ابن تيمية بقطع الرقاب..
وقد كان ذلك
ذريعة لكل من حارب الصوفية.. فقد جعلوا من كلمات ابن تيمية بيانات وفتاوى تبيح لهم
ذلك.. ولعلك تعرف سيدي ما فعله ابن عبد الوهاب بصوفية زمانه، بل وعوامهم.. فقد
قتلهم وشردهم وسباهم وحكم بردتهم.. وكل ذلك تحت مظلة ابن تيمية.
قال القاضي:
فهلا ذكرت لي بينات تثبت ذلك.
قال
الإسكندري: ما أكثر البينات الدالة على ذلك.. ولكني سأقتصر لك منها على ثلاثة.
البينة الأولى:
قال القاضي:
فهات البينة الأولى.
قال
الإسكندري: البينة الأولى سيدي القاضي هي
موقفه من كل الوسائل التي استعملها الصوفية لجذب المريدين، وخاصة العوام منهم
للتدين، وللتعلق بالله ورسوله.. فقد حارب كل تلك الوسائل واعتبرها بدعا.
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 403