نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 406
الشيخ عن الطرق الشرعية إلى
الطرق البدعية. إما مع حسن القصد. إن كان له دين وإما أن يكون غرضه الترأس عليهم
وأخذ أموالهم بالباطل.. فلا يعدل أحد عن الطرق الشرعية إلى البدعية إلا لجهل،أو
عجز، أو غرض فاسد)[1]
وهكذا حول ابن تيمية هذا الشيخ
الصالح الذي استطاع أن يخلص المجرمين من إجرامهم بتلك الوسائل الشرعية المباحة
التي استعملها، إلى مبتدع ضال.. لأن كل مبتدع عندهم ضال، وكل ضال في النار.
بل إنه أومأ إلى اتهامه في نيته
نفسها بأن يكون قصده الرئاسة عليهم، وقد استدل لذلك بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ
كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ
بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [التوبة: 34]
ولم يستند في هذا إلى حجة عقلية
أو نقلية، وإنما كل حججه هي أولئك السلف المعصومين الذين أحل بهم ما حرم الله،
وحرم بهم ما أحل الله، يقول ابن تيمية: (ولم يكن في السلف الأول سماع يجتمع عليه
أهل الخير إلا هذا. لا بالحجاز، ولا باليمن، ولا بالشام ولا بمصر والعراق وخراسان
والمغرب، وإنما حدث السماع المبتدع بعد ذلك)[2]
وبما إن ابن تيمية وإمعانا منه
في بغض الصوفية والحقد عليهم أباح السماع والغناء إذا كان في الأعراس ونحوها من
باب اللهو واللعب، أما أن يتحول إلى وسيلة للتعبد، والدعوة إلى الله، فلم ير صحة
ذلك، بل وقف في وجهه، كما يقف السلفية كل حين في وجه كل مشروع لخدمة الأمة ورقيها.
يقول ابن تيمية: (وقول السائل
وغيره: هل هو حلال؟ أو حرام؟ لفظ مجمل فيه تلبيس. يشتبه الحكم فيه، حتى لا يحسن
كثير من المفتين تحرير الجواب فيه؛ وذلك أن الكلام