نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42
المسلمين
لحربهم، وخاض المعارك ونصره الله عليهم..
وعالم هذا
شأنه لا شك أن يكثر أعداءه وحساده.. فقد عادى الدنيا كلها في الله وخاصم كل منحرف
في ذات الله، ولم يداهن أميراً ولا وزيراً في الحق، بل صدع به حيث كان، ولذلك كثرت
ابتلاءاته ومحنه فلا يخلص من محنة إلا ودخل في أخرى، ولا ينتهي من سجن حتى يزج به
في سجن آخر، ولا ينصر في محاكمة حتى تعقد له محاكمة جديدة.. وكل ذلك وهو صابر محتسب،
بل فرح مستبشر أن أكرمه الله بكل هذه الكرامات وهيأ له كل هذه الأسباب لينشر علمه
وتعظم محبة أهل الخير له، فكان قدوة للعالمين من أهل الخير في زمانه، ونموذجاً
للعلماء العاملين في وقته، بل كان من تلاميذه جهابذة الأمة في كل فرع من فروع
المعرفة الدينية فمن تلاميذه ابن كثير إمام المؤرخين والمفسرين، والذهبي علم
المحققين والحافظ المزي، إمام من أئمة النقل والرجال والحديث وابن عبدالهادي علم
التحقيق، وابن القيم إمام الأمة وفارسها، وروحاني الإسلام.. وخلق كثيرون.. ثم
أصبحت كتبه من بعده هي الهادي والمرشد لعقيدة أهل السنة والجماعة، بعد أن لبس
الملبسون من أهل الكلام والزندقة على الناس، ونشروا عقائدهم الباطلة في الأمة فقام
هذا المجدد الفرداني والعالم الرباني فكشف بنور القرآن والسنة أضاليل أهل الكلام
والبدعة والزندقة والردة.
بقي الشيخ
يردد هذا وأمثاله إلى أن نفث في روع الكثيرين أنه لولا ابن تيمية لما بقيت للإسلام
قائمة.. وأنه لا يمكن لأحد أن يعرف الدين الصحيح.. ولا أن يطمع في دخول الجنة إن
لم يعرف ابن تيمية ويقرأ كتبه ويكتفي بها.
بعدها سئل
أسئلة كثيرة في هذا المعنى، فزادت أجوبته تأكيدا وترسيخا لاعتبار ابن تيمية هو وصي
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الأوحد.. وأنه المرجع الذي لا
يؤخذ دين الله إلا منه، أو ممن تبعه وسار خلفه.. وأن علامة السنة والإسلام هو قبول
هذه الوصاية والمرجعية.. وعلامة
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42