وكان من
بينهم المفسر الفقيه الشيخ عبدالرحمن خليفة بن فتح الباب الحناوي، وقد سألت
الكوثري عنه، فذكر لي أنه قال في كتابه (المشبهة والمجسمة): (هذه المسائل التي
يثيرها اليوم (جماعة أنصار السنة) أثيرت قديماً، وفرغ العلماء من الردّ عليها، وهم
مُقلدون فيها لابن القيم وشيخه تقي الدين ابن تيمية وطوائف من الحنابلة.. والعجب
لهؤلاء يقلدون نفراً من العلماء انفردوا بمقالات وآراء وافقوا فيها الحشوية
والكرامية، وخالفوا فيها جميع المسلمين سلفاً وخلفاً، ثم يزعمون مع هذا أنهم
مجتهدون كلهم، ليس في المتبوعين والأتباع منهم مقلد واحد، لأن التقليد فيما زعموا
شرك سواء أكان تقليداً في فروع الأحكام أو في أصول الدين...)[2]
وذكر لي أنه
كتب راداً على هجوم الوهابية عليه وعليه، فقال: (وأقول: إن حبي وهواي وميولي بحمد
الله وتوفيقه متجهة كلها نحو محاب الله ومراضيه، ورأيت الكوثري يناضل ويكافح وينفي
عن الله صفات الحوادث التي يثبتها ابن تيمية بصريح عباراته، وعبارات من ينقل عنه
صريح التجسيم من الحشوية أمثال الدارمي ومن على شاكلته تأييداً لرأيه وتوثيقاً لمذهبه في التجسيم، ورأيتكم ومن على شاكلتكم تقلدون
ابن تيمية تقليداً أعمى ولا تحيدون عن آرائه وأقواله في هذا الصدد قيد أنملة، فمن
منا أحق بالرثاء والإشفاق وأولى بالعلاج، ومن منا نصير البدعة والمبتدعين؟! وأما
شيخكم وإمامكم الحراني فقد ذمه كثير من كبار العلماء والأئمة قديماً وحديثـاً، ولم
يكونوا من الضعف العلمي في قليل ولا كثير..)[3]