نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 82
وقال في موضع
آخر من رسالته: (فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وآراء
الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسُّنّة وأصول السلف، ولفقت بين
العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، وقد رأيتَ
ما آل أمره إليه من الحطّ عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحقّ وبباطل،
فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منوَّرًا مضيئًا على مُحَيَّاه سِيْمَا السلف،
ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجّالاً أفّاكًا كافرًا عند
أعدائه، ومبتدعًا فاضلاً محقّقًا بارعًا عند طوائف من عقلاء الفضلاء)
قلت: شوقتني
إلى هذه الرسالة، فهلا قرأت لي بعض ما فيها.
قال الحنبلي:
أجل.. فما اجتمعنا هنا إلا لأجل ذلك حتى نتفق على التهم التي نقدمها للقاضي
لمحاكمة ابن تيمية.
فمما جاء في هذه الرسالة[1] قوله – وهو يخاطب ابن تيمية -: (إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في
عينك!.. إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس مع
علمك بنهي الرسول a: (لا تذكروا موتاكم إلا بخير، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا) بلى
أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك: (إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الإسلام
ولا عرفوا ما جاء به محمد a وهو جهاد).. بلى
والله عرفوا خيرا كثيرا مما إذا عمل به العبد فقد فاز وجهلوا شيئا كثيرا مما لا
يعنيهم، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.. يا رجل بالله عليك كف عنا فإنك
محجاج عليم اللسان لا تقر ولا
[1] انظر
نص الرسالة كاملا في (السيف الصقيل رد ابن زفيل) السبكي - هامش ص 211- 219 -
مكتبة زهران - ومعه تكملة الرد على نونية ابن القيم بقلم: محمد زاهد بن الحسن
الكوثري - تقديم: لجنة من علماء الأزهر.. ونحن لا نعتمد عليها في المحاكمة، لأن
الشخص يحاكم على أفعاله وأقواله لا على مواقف الناس منه.. ولهذا فقد ذكرناها
باعتبارها وثيقة قد تكون صحيحة وقد لا تكون صحيحة.. لأن الكثير من المغرمين بابن
تيمية يتركون القضية الأساسية ويجادلون في التفاصيل.. ولهذا فإن أحسن جواب لمن كذب
هذه الرسالة أن نسلم له ولا نجادله..
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 82