responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ورثة إبليس نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 103

قام القومي فرحا يكاد يرقص من فرحه، وراح يقول: فحدثنا عن الطاقات التي اختص الله بها العرب دون غيرهم من الأجناس حتى يستحقوا أن ينالوا كل هذه الفضائل.

قال النجدي: بورك فيك وفي سؤالك..

ثم أخرج كتابا من محفظتته، وقال: انظروا.. هذا الكتاب كتبه أحد تلاميذ شيخ الإسلام النجباء.. إن عنوانه (مسبوك الذهب، في فضل العرب، وشرف العلم على شرف النسب)، وهو للعلامة الجليل مرعي بن يوسف الحنبلي الكرمي.. اسمعوا ما يقول فيه..

فتح الكتاب، وراح يقرأ فيه: (.. وأما العقل الدال على فضل العرب: فقد ثبت بالتواتر المحسوس المشاهد أن العرب أكثر الناس سخاء، وكرما، وشجاعة، ومروءة، وشهامة، وبلاغة، وفصاحة. ولسانهم أتم الألسنة بيانا، وتمييزا للمعاني جمعا وفرقا بجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل، إذا شاء المتكلم الجمع. ويميز بين كل لفظين مشتبهين بلفظ آخر مختصر، إلى غير ذلك من خصائص اللسان العربي.. ومن كان كذلك فالعقل قاض بفضله قطعا على من ليس كذلك، ولهم مكارم أخلاق محمودة لا تنحصر، غريزة في أنفسهم، وسجية لهم جبلوا عليها، لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير ليس عندهم علم منزل من السماء، ولا هم أيضا مشتغلون ببعض العلوم العقلية المحضة كالطب أو الحساب أو المنطق ونحوه. إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم، أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم، أو الحروب، فلما بعث الله محمدا  بالهدى الذي ما جعل الله. في الأرض مثله تلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم، ومعالجتهم على نقلهم عن تلك العادات الجاهلية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها، فلما تلقوا عنه ذلك الهدى زالت تلك الريون عن قلوبهم واستنارت بهدي الله فأخذوا هذا الهدي العظيم بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال

نام کتاب : ورثة إبليس نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست