ولكن من
الخطأ أن يتهم الصوفية أو الشيعة جميعا بسبب ممارسات خاطئة يقوم بها المنحرفون من
عوامهم.. فالشهادة لله تقتضي أن توضع الأمور كلها في نصابها الصحيح.
الثانية:
مراسم عادية، لا يمكن أن ننظر إليها نظرة سلبية مثل إقامة المجالس، واسثمارها في
التذكير بالحادثة وأخذ العبر منها، بل استثمارها أخلاقيا من حيث إحياء قيم التضحية
والإيثار والشجاعة والنبل والرسالية وعدم المهانة والذلة وغيرها، مثل المجالس التي
كان يقيمها الشيخ أحمد الوائلي وغيره من الخطباء الكبار، فهذه مما لا شك في
شرعيتها، لأنها لا تحوي أي دعوة للتفرقة أو الفتنة.
ومثلها
القصائد التي تلقى أو تنشد، والتي تخلو من الدعو ة للفتنة، فهذه أيضا مما لا شك في
إباحتها، ولو رأينا الواقع السني لوجدنا فيه نفس هذه الأمور.. فللصوفية قصائدهم
وسماعهم.. وللحركات الإسلامية قصائدها وأناشيدها.. بل حتى الجماعات المسلحة تستثمر
هذا الجانب في تجنيد أفرادها وشحذ هممهم.
أما اللطم
على الصدور، فإن كان مؤذيا للجسد، فلا شك في حرمته، أما إن لم يكن مؤذيا، فلا حرج
فيه، فهو كالتصفيق، ولم أر من يحرم التصفيق، إلا إذا اعتبر شخص ما أن ذلك اللطم
شعيرة من الشعائر التعبدية، فهذا غير صحيح، فالشعائر التعبدية تحتاج إلى الدليل من
الكتاب والسنة، ولا دليل على ذلك من الكتاب والسنة حتى نعتبره شعيرة.
وعلماء
الشيعة المعتبرون يقولون ذلك أيضا، فهم يعتبرونه نوعا من التعبير العاطفي، وليس
شعيرة ولا عبادة.
هذا هو
الموقف الشرعي ـ كما أتصوره ـ وأنا أعلم أن الكثير لا يرتاح لمثل هذا الحديث، لأن
لديه حساسية مفرطة من الشيعة، فهو يريد لكل من ذكرهم أن يتخلى عن