ولدَكُما
القرآن، وبتبصيركما إيّاه بدين الإسلام، وبرياضتكما إيّاه على حُبّ محمّد رسول
الله وعليّ وليّ الله صلوات الله عليهما، وتفقيهكما إيّاه بفقههما)[1]
بل إن أئمة
أهل البيت متفقون على أنه إذا تعارضت أي رواية واردة عنهم أو عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
مع القرآن الكريم، فإن القرآن الكريم يقدم عليها.. فالكتاب هو الحاكم، وهو المرجع
عند التنازع.
وبناء على
هذا، فقد كان التراث الشيعي في صورته الجميلة ممتلئا بتلك الحرية الفكرية التي
تتيح للعالم والمجتهد والمرجع أن يرمي أي رواية أو يردها إذا تناقضت مع ما يدعو
إليه القرآن الكريم من المعاني النبيلة والقيم الطاهرة، ولا يجد من زملائه من ينكر
عليه رده لحديث رواه الكافي أو غيره.. فالقرآن الكريم فوق الكافي وفوق كل الصحاح.
لكن المتشيع
بالتشيع البدعي، لا يهتم لكل تلك الروايات.. بل يعتبر الروايات أصلا، ويجعل من
القرآن الكريم فرعا هزيلا، يمكن الاحتيال عليه بكل ألوان الحيلة..
ولذلك كان
انحراف هذا اللون من التشيع عن خط أهل البيت بقدر انحرافه عن القرآن الكريم..
بل إن كل ما
أصاب هذا اللون من التشيع من أنواع البدع والضلالات كان بسبب الانحراف عن القرآن
الكريم، وتقديم الروايات عليه.. حتى أني سمعت من بعض الشيعة المتواجدين في أوروبا
من يلقي المحاضرات الكثيرة التي يحاول أن يثبت فيها أن أهل البيت أصل، والقرآن
فرع.. وأن القرآن لم ينزل إلا ليثبت لنا حقانية أهل البيت..
ثم يقضي
أوقاتا طويلة في محاضراته يحقر فيها القرآن، ليرفع من شأن أهل