responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 118

 

قال الرجل: بل أراه قاسيا لأن الله رحمهم بمد آجالهم حتى يروا من آيات الله ما تطمئن له قلوبهم، ويتخلصوا به من ضلالهم.

قال الحكيم: فلم لا تتركون الفرصة لمن ترونهم قد ابتدعوا أو ضلوا عسى هداية الله تملأ قلوبهم.. وعسى رحمة الله التي وسعت كل شيء تتداركهم؟

سكت الرجل، فقال الحكيم: أخبروني عن خبر إبراهيم عليه السلام عندما جاءه الملائكة الذين يريدون إنزال العقوبة على قوم لوط بعد أن قامت الحجة عليهم.. هل ترونه راح يشجعهم على ذلك، ويفرح بما عزموا عليه، أم ترونه راح يستعمل كل الوسائل لمنعهم، مع علمه بأنهم ملائكة الله؟

قام رجل آخر، فقال: لقد حكى القرآن الكريم عن ذلك.. فقد قال تعالى: ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ﴾ [هود: 74]، لكن الله عاتبه على ذلك، فقال: ﴿يَاإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ﴾ [هود: 76]

قال الحكيم: فهل ترون الله تعالى مدح إبراهيم عليه السلام في موقفه ذلك أم لا؟

قال الرجل: بل مدحه.. فقد قال تعالى قبل ذكر عتابه له: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ [هود: 75]

قال الحكيم: فهل كانت أفعال قوم لوط أفعالا شنيعة، وكان إبراهيم يعلم بها أم لا؟

قال الرجل: بل كانت أفعالا شنيعة.. وكان إبراهيم عليه السلام يعلم بها.

قال الحكيم: ومع ذلك.. فقد توسط لهم ورحمهم وأثنى الله عليه بذلك.

قال الرجل: ذلك صحيح.

قال الحكيم: ولم كان كذلك؟

نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست