الخاتمة التي هيمنت على الكل، ولم يبق بعدها أي رسالة تنسخها.
قلت: فهمت سر الكمال المؤدي إلى الاختلاف في الأول، ولم أفهمه في الثاني.
قال: إن كونها الرسالة الخاتمة يستدعي ضمها لكل الاحتياجات، ويستدعي كذلك تقبلها لكل المشارب.. وهذا مما ينشئ الخلاف.
قلت: كيف ينشئ الخلاف؟
قال: ينشأ الخلاف عندما ينشأ المتعصبون الذي يتصورون الدين قاصرا على ما فهموه منه.
قلت: فكيف نتفاداه؟
قال: بعلوم وأخلاق من تعلمها وتخلق بها حفظ من آثار هذا لجين الفاتك، فلم يمد سيفه على أخيه، ولم يسلط جيوش لسانه عليه.
قلت: فأين أتعلم هذه العلوم.. وأتدرب على هذه الأخلاق؟
قال: هنا في حصن الوحدة.. فهو الحصن الذي يدرب المستضعفين على ضم القلوب والأرواح لتتوحد في عبوديتها لله.. فعبودية الله تجمع ولا تفرق.
قلت: أرى أجنحة كثيرة في هذه الحصن.. وأرى فيها أمورا لم أرها من قبل.
قال: لهذا الحصن قصة.. ولن تعرف في هذا الحصن من هذا الحصن إلا هذه القصة، وأحسب أنها تكفيك.
قلت: فمن يقصها علي؟
قال: سأفصها عليك أنا..
قلت: أنت !؟
قال: أجل.. لأنها حدثت بين قومي.. وقد تعلمت منها ما رضي قادة هذا الحصن أن يجعلوه برنامجا تدريبيا للمستضعفين فيه.