نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
أولا ـ العبودية
تقدم الحكيم
الأول بين الصفين، وقال: أول كلمة تجعل قلوبكم على قلب رجل واحد هي العبودية لله..
فأساس كل خلاف تقعون فيه هو عبوديتكم لأهوائكم ونفوسكم وجذوركم..
قالوا: أين
الدليل على هذا.. فقد قرأنا الوحيين جميعا فلم نجد فيه ما ذكرت؟
قال: لقد قال
الله تعالى مشيرا إلى هذا الأصل العظيم الذي يقوم عليه بنيان التوحيد:﴿ إِنَّ
هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ (الانبياء:92)
قام أحدهم،
وقال: هذه الآية تخبر عن أمرين، أما أولهما، فهو الدلالة على وحدة هذه الأمة،
والثاني إخبار من الله تعالى لعباده بربوبيته، وأمر لهم بمراعاتها بعبادته.. فأين
وجه استدلالك؟
قال الحكيم:
من اقتران كلا المعنيين يتولد أصل ابتناء الوحدة على العبودية.. فكأن الله تعالى
يذكر لنا وصفة لتحقيق الوحدة والحفاظ عليها.. وهي عبادة الله، والاستغراق في
عبادته.
قال الرجل:
ولكن القرآن الكريم لم يذكر هذا الارتباط الذي تتوهمه.
قال الحكيم:
من تتبع القرآن الكريم وعرف أسرار الارتباط فيه استنبط منه من أنواع العلاج ما لا
يستطيع العقل المجرد التعرف عليه..
قام رجل
مشهرا سيفه، وهو يقول: لا نريد ان نناقشك في وجه استدلالك.. ولكنا لا نراه في
الواقع.. فنحن نقوم الليل، ونصوم النهار ونقرأ القرآن، وأولئك الذين نشهر سيوفنا
في وجوههم لا يقلون عنا نشاطا وعبادة..ثم نحن بعد ذلك ـ كما ترانا ـ لاننتهي من
حرب حتى ندخل في غيرها.. فكيف تزعم أن العبودية هي أصل الوحدة؟
نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16