ناداه صاحبه:
ويلك يا هذا أتترك دينك لهوى نطق به من زعم لنفسه الحكمة؟
رد عليه:
ابتعد عني.. فوالله ما شجعني على تلك المقولة وغيرها غيركم.. أنتم الذين نفختم في
أهواء الكبرياء.. فرحت أتكبر على طوائف الأمة ومذاهبها أوزع الضلال.. وأرمي
بالبدعة.. كل من لم يبلغ عقلي مبلغ علمه.
أذكر مرات
كثيرة أني كنت أطلب من يخالفني أو من يريد أن يحاورني بالمباهلة..
وإذا ذهبت
إليها صببت عليه اللعنات والدعوات، وأنا أستشعر بأني إله يطرد من يشاء، ويقبل من
يشاء.
وأذكر مرة أن
بعضهم أجلسني بجانب بعض هؤلاء، فامتلأت نفسي غيظا أن أجلس بجانبه..
لقد نسيت كل
ما ورد في النصوص الكثيرة من الكبر الذي سماه الشيطان لي عزة بالحق.. نسيت ما روي
في الحديث أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجلا فأكثروا من
الثناء عليه ـ كما يثني علي أصحابي ـ فبينما هم كذلك إذ طلع رجل عليهم ووجهه يقطر
ماء من أثر الوضوء، وقد علق نعله بين يديه وبين عينيه أثر السجود فقالوا: يا رسول الله
هو هذا الرجل الذي وصفناه، فقال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(أرى على وجهه سفعة من الشيطان) فجاء
الرجل حتى سلم وجلس مع القوم، فقال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(نشدتك
الله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك؟) فقال:(اللهم نعم)[2]
قام أحدهم،
وقال: نسلم لكل هذا.. ولكن أليس من شروط الإيمان الجزم.. ولا