قال الرجل:
أجل.. لقد كان سبب ذلك تضييعهم للمواثيق التي عاهدوا الله عليها.
قال الحكيم:
فهل نص الله تعالى على تلك المواثيق؟
قال الرجل:
أجل.. وذلك في مواضع من القرآن الكريم.. منها قوله تعالى: ﴿وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ
تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [البقرة:
83]
قال الحكيم:
ومن أهم تلك المواثيق ما نص عليه قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا
مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ
دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ﴾ [البقرة: 84]
قال الرجل:
أجل.. فهذه الآية تنص على بعض تلك المواثيق.
قال الحكيم:
فهل أخذ على هذه الأمة من المواثيق ما أخذ على اليهود والنصارى؟
قال الرجل:
أجل.. فكل ما ورد في القرآن الكريم من وصايا هي مواثيق الله التي أخذها على هذه
الأمة.
قال الحكيم:
أليس منها قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (لا ترجعوا بعدى
كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) [1]؟
قال الرجل:
بلى .. ذلك صحيح، فتلك من وصايا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
لهذه الأمة؟
قال الحكيم:
ألا ترون أنكم تخالفون هذه الوصية، وتقعون فيما وقعت فيه الأمم