نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54
قال الحكيم:
فما الوظائف الني تنص عليها هاتين الآيتين الكريمتين؟
قال الرجل:
أولها التزكية.. وهي تطهير نفوس الناس من كل الانحرفات العقدية والسلوكية.. وتظهير
المجتمع من كل الموبقا ت والرذائل..
قال آخر:
وثانيها تعليم الكتاب والحكمة، ليدركوا حقائق الأمور.. ويسيروا وفق ما تقتضيه..
قال الحكيم:
فهل مارس رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) هذه الوظائف؟
قال رجل من
القوم: أجل.. وكيف لم يمارسها، وقد سخر حياته كلها لتحقيقها.. وقد ورد في الحديث
عن جعفر بن أبي طالب لما سأله نجاشي الحبشة عن دعوته (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
(أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش،
ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، وكنا على ذلك حتى بعث الله
إلينا رسولا منا رسولا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده
ونعبده، ونخلع ما كان يعبده آباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق
الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والكف عن المحارم، والدماء،
ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة وأن نعبد الله لا
نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام)[1]
قال الحكيم:
فهل حمل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) سوطا أو عصا أو سيفا ليلزم الناس بما أمره
الله به؟
قال رجل من
القوم: كلا.. فرسول لله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أعظم من أن يفعل ذلك..
قال الحكيم:
فهل كان له أن يفعل ذلك، وتركه.. أم أن الله نهاه عن ذلك؟