responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 56

 

أذكر جيدا أن بعضهم حكى لنا ما فعله الظالم المستبد خالد القسري الذي كان واليا علي العراق لهشام بن عبدالملك، الذي ذبح الجعد بن درهم بعد أن خرج به إلي مصلي العيد بوثاقه ثم خطب الناس وقال: (أيها الناس! ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسي تكليما)[1]، ثم نزل وذبحه.

ثم أثنى على سلوكه هذا فقال معقبا على ثناء ابن تيمية عليه: (جزاه الله خيرا، فالناس يضحون بالغنم والشاة والمعز والبعير والبقر.. وهذا ضحي بشر منها، فإنه شر من الإبل والغنم والحمير والخنازير، لأن الله يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾ [البينة: 6]، ويقول: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44]، وإني أسأل الآن: البعير عن سبع، والبقر عن سبع، وهذا الرجل عن كم.. عن آلاف آلاف وقي الله شرا كبيرا، لكن بعض الناس _ والعياذ بالله_ يقولون إن هذا العمل من خالد بن عبد الله القسري ليس دينا، ولكنه سياسي، ونقول لهم هذا كذب، لأن الرجل صرح أمام الناس أنه قتله من أجل هذه البدعة)[2]

رمى آخر سيفه، وقال: صدقت يا أخي، وأعتذر لكل من رفعت سيفي في وجوههم.. لقد سمعت لتوي قوله تعالى: ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) ﴾ [الغاشية: 21-26]، فالله تعالى في هذه الآيات الكريمة يحدد وظائف رسول لله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بدقة.. وأن أمر عباد الله بيد الله، لا بيد أحد من


[1] البخاري في (خلق أفعال العباد) ص 69.

[2] هذا الكلام للشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة الواسطية.

نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست