نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 71
فعلته قريش من حرب النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وأصحابه وإخراجهم من ديارهم ظلما وجورا؟
قال رجل من
القوم: وهل في ذلك شك؟.. لقد مارست قريش كل أنواع الأذى والظلم والجور مع النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وأصحابه.. وقد أخبر الله تعالى عن ذلك، فقال: ﴿أُذِنَ
لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ
لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ
يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾ [الحج: 39، 40]
قال الحكيم:
أخبروني بعد هذا.. ألم تكن قريش تعتقد أنها على الدين الحق.. وأن دينها هو دين
إبراهيم عليه السلام.. وأن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
هو الذين انحرف عنهم؟
قالوا: بلى..
ذلك صحيح.. ولكن ذلك لم يكن يغني عنها شيئا.. فهي على الدين الباطل.. وليس على
الدين الحق.. أم أنك تريد أن تقنعنا أنها على الدين الحق؟
قال الحكيم:
معاذ الله أن أقول ذلك.. فأنا مسلم مثلكم.. ولكني باحث عن العدل.. وأتساءل بيني وبين
نفسي: إذا كانت قريش تؤمن بدين، وتقتنع به اقتناعا تاما، ثم رأت أن من بينها من
خرج عن هذا الدين وارتد عنه.. ألا يحق لها، وهي تدعي أنها على ملة إبراهيم عليه
السلام، أن تقيم عليه حكم الردة الذي يقيمه بعضكم على بعض؟
سل الكثير من
الرجال سيوفهم غاضبين، وقالوا: ما تقول؟
قال الحكيم:
اسمعوني جيدا.. لقد أخبر الله تعالى أن قريشا ظلمت المؤمنين بإخراجهم من ديارهم
واستعمال كل الوسائل لإذيتهم.. فلم اعتبرهم ظالمين.. هل لكونهم كفرة، أم لكونهم
منعوا المؤمنين من حرية التدين بأي دين شاءوا؟
قال رجل من
القوم: بل اعتبرهم ظالمين لكونهم منعوا المؤمنين من حرية التدين بأي دين شاءوا.
قال الحكيم:
فأنتم مثلهم في هذا إذن.. بل أنتم أبشع منهم لأنكم جميعا على دين واحد، وإنما
اختلفتم في بعض القضايا فقط.. ومع ذلك لم يستطع بعضكم تحمل بعض.
نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 71