رفع تلميذ من
تلاميذه يده مستأذنا للحديث، فأذن له، قائلا: ما وراءك.. هل نفذت كل ما طلبته منك؟
قال: أجل.. لقد
رأيته يا شيخ قبل قليل، أمام قبر رسول الله a،
وهو يقوم بكل ما يقوم به المشركون من طقوس.. لقد رأيته يرفع يديه إليه بالدعاء..
ورأيته يحاول لمس الشباك.. بل يحاول تقبيله.. ولولا أن الحرس منعوه بشدة لكان
قبله.
وقد تبعته بعد
ذلك إلى البقيع، فوجدته مشركا جلدا.. يدعو أصحاب القبور، ويتوسل بهم، ويستغيث.. بل
ويبكي، وهو يخاطبهم.. وقد رأيته يخرج كتابا من كتب الشرك يقرأ فيه، ويدعو..
قال الشيخ:
بورك فيك يا بني.. لقد كنت متأكدا تماما أنه مشرك.. وأن ادعاءه التسنن كذب
واحتيال..
قال ذلك، ثم
التفت لتلاميذه، وراح يقول، والفرحة تملأ أسارير وجهه: ها هو ابني وتلميذي النجيب،
قد أتاكم بالخبر اليقين.. ففلان الذي زعمتم وزعم الكثير أنه على خير، وأنه على
السنة، وأنه يعظم السلف، تبين أخيرا أنه ليس سوى مشرك دجال.. فلا تنوا في التحذير
منه ومن ضلالاته وكفره.
قال تلميذ
آخر: بورك فيك شيخنا.. لقد كنت أشم ذلك في كتبه.. خاصة في كتابه حول سيرة رسول
الله a.. لقد كان يبالغ إلى درجة كبيرة في مدحه وإطرائه
متناسيا أنه بشر كسائر البشر.
قال آخر:
صدقت شيخنا.. وقد انتبهت إلى ذلك قبل فترة طويلة، فمفهوم الولاء والبراء عنده فيه
ضبابية كبيرة.. فهو يدعو دائما إلى الوحدة الإسلامية.. وذلك ما يثير فيه الشبهات،
لأنه لا يدعو إلى الوحدة إلا من يدعوا إلا التنازل عن التحذير من الشرك