والثانى:الثبات
لأن كلمة الوضع دليل على أن الواضع يضع فى مكان معين لا تنفك الأرض عن الحركة
بعيداً عنها.
شرب من
العصير الغريب قليلا، ثم قال: إن فهمتهم الدليل الثالث.. فسيمكنكم بسهولة أن
تفهموا الدليل الرابع.. لقد أشار إليه الله سبحانه وتعالى في قوله ﴿إِنَّ
اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ
أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾
[فاطر: 41].. هل يعقل أن يتحرك الممسوك، خاصة إذا كان الماسك هو الله عز وجل.
شرب من
العصير الغريب قليلا، ثم قال: لاشك أنكم قرأتم القرآن من أوله إلى آخره.. تدبروا
جيدا.. لقد ذكرت الأرض 460 مره فى القرآن الكريم، ومع ذلك لم يأت معها أى فعل يدل
على حركة الأرض.. هل تعلمون لماذا.. الجواب ببساطة هو: أن السماء والأرض هما
الثابتان الوحيدان فى هذا الكون، وكل شئ ما دونهما يتحرك.
سأضرب لكم
مثالا يبسط لكم هذا.. انظروا جيدا.. إن الله سبحانه وتعالى لم يذكر فى القرآن
الكريم أن السماء والأرض تسجدان.. مع أن الله ذكر أن مابين السماء والأرض من
مخلوقات تسجد.. والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب.. هل تعلمون
لماذا!؟.. الجواب بسيط، وهو أن السجود يحتاج إلى حركة بالانتقال من وضع ما إلى وضع
آخر حسب كيفية كل مخلوق فى سجوده..
اسمعوا جيدا
قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ
وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ
الْعَذَابُ﴾ [الحج: 18] ركزوا جيدا.. الآية الكريمة تذكر أن ما فى السماوات
وما فى الأرض يسجد، وليست السماء والأرض نفسها.. فى حين أن كل شئ يسجد ما عدا
السماء والأرض.. وكما قلنا فإن الله قدر على السماء والأض الثبات مع أن الله ذكر
أن