وأنا أقول
لكم: يمكنكم أن تزوروه وأنتم هنا بين أهليكم.. زوروه بمشاعركم ووجدانكم وقلوبكم
وأرواحكم.. وسترون الله العظيم كيف يملأ بصائركم، بل أبصاركم بطلعته البهية،
وجماله المقدس.
ما قالت ذلك
حتى صاح الجميع: يا رسول الله.. مدد.. نظرة إلينا.. نحن على بابك.. على أعتابك..
صافحنا بيمينك.. قربنا منك.
حتى أولئك
المنظمون الذين كانوا يسعفون الشيخ تركوه وراحوا يرددون أمثال تلك العبارات.. وقد
أفاق الشيخ على صياحهم.. فراح يقول بهستيرية وجنون: مشركون.. كلكم مشركون.. كلكم
مرتدون.. كلكم في النار.
لم ينتبه
إليه أحد.. فقد كانت بصائرهم جميعا تنظر إلى لجمال الذي لا يفنى.. وتستمد من
السراج الذي لا ينطفي نوره.