المتشدد
الإرهابي الذي يهجر كل من يخالفه، ويعبس في وجهه، ويتحين أي فرصة لقتله.
ومن أمثلة
ذلك قوله ـ وهو يضع قواعد
التعامل مع المبتدعة، والذين يشملون عنده كل المسلمين المخالفين لهم ـ: (فإن الدعاة إلى البدع لا تُقبل شهادتهم،
ولا يُصلى خلفهم، ولا يؤخذ عنهم العلم، ولا يُناكَحون، فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا،
ولهذا يفرّقون بين الداعية وغير الداعية، لأن الداعية أظهر المنكرات فاستحق
العقوبة، بخــلاف الكــاتم)[1]
وقال في [الفتاوى
الكبرى]: (والداعي إلى البدعة مستحق العقوبة باتفاق المسلمين، وعقوبته تكون تارة
بالقتل، وتارة بما دونه، كما قتل السلف جهم بن صفوان، والجعد بن درهم، وغيلان
القدري، وغيرهم، ولو قدر أنه لا يستحق العقوبة أو لا يمكن عقوبته فلا بد من بيان
بدعته والتحذير منها، فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر
الله به ورسوله)[2]
ثم بين نوع
البدع التي يقتل على أساسها هذا النوع من الناس، فقال: (والبدعة التي يعد بها
الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة:
كبدعة الخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة، فإن عبد الله بن المبارك، ويوسف بن
أسباط، وغيرهما قالوا: أصول اثنتين وسبعين فرقة هي أربع. الخوارج، والروافض،
والقدرية، والمرجئة. قيل لابن المبارك: فالجهمية؟ قال: ليست الجهمية من أمة محمد.
والجهمية نفاة الصفات الذين يقولون: القرآن مخلوق، وأن الله لا يرى في الآخرة، وأن
محمدا لم يعرج به إلى الله، وأن الله لا علم له ولا قدرة ولا حياة، ونحو ذلك كما
يقوله