المقصودون.. بل إننا نضيف إلى تفسير هذه
الآية قوله a: (يُدعى نوح يوم القيامة،
فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟
فيقولون: ما أتانا من نذير؟ فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد
بلغ)[1]
ونؤكد هذا
التفسير بما قال المفسرون .. كقول القرطبي: (قال علماؤنا: أنبأنا ربنا تبارك
وتعالى في كتابه بما أنعم علينا من تفضيله لنا باسم العدالة، وتوليه خطير الشهادة
على جميع خلقه، فجعلنا أولاً مكاناً، وإن كنا آخراً زماناً.. )[2]
ومثله قال
ابن القيم: (أخبر أنه كما جعلهم أمة وسطاً خياراً اختار لهم أوسط جهات الاستقبال
وخيرها، كما اختار لهم خير الأنبياء، وشرع لهم خير الأديان، وأنزل عليهم خير
الكتب، وجعلهم شهداء على الناس كلهم لكمال فضلهم وعلمهم وعدالتهم، وظهرت حكمته في
أن اختار لهم أفضل قبلة، وأشرفها لتتكامل جهات الفضل في حقهم بالقبلة، والرسول،
والكتاب، والشريعة)[3]
ونحن لا ننكر
كل هذا.. لا الحديث.. ولا أقوال المفسرين.. ولكنا ننكر ذلك التقزيم والتحقير لهذه
الوظيفة العظيمة التي كلفت بها هذه الأمة، واختصارها في الشهادة على الأمم الأخرى،
وكأننا شعب الله المختار المعصوم الذي يشهد على الآخرين، ولا يشهد على نفسه.. ولا
يشهد عليه أحد.
فهل يعقل أن
نشهد يوم القيامة على جرائم فرعون وقارون والنمروذ ونيرون ولينين وهتلر وشارون ..
ثم نسكت عن جرائم لا تقل عنها ارتكبها معاوية ويزيد ومروان