responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 40

أحمل الحقد عليه.

قلت له: ليست القضية قضية حقد ولا عاطفة.. نحن مطالبون بالشهادة لله.. مطالبون بأن نقول للمجرم: قد أجرمت .. لا فرق بين من وضع التاج على رأسه، أو وضع العمامة.. بل إن من وضع العمامة وراح يتاجر بها أخطر.. فما كان لصاحب التاج أن يظل في استبداده لولا صاحب العمامة.. وقد قال فولتير عبارته المشهور: (اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس)

قال لي ـ وهو يكذب على نفسه ـ : اسكت يا رجل.. فلحوم العموم مسمومة.

قلت له ـ وأنا لم أملك نفسي من الغضب على هذه الموازين العجيبة ـ : ولحوم الذين قتلهم وشردهم ونكل بهم وخرب بلادهم.. أهي لحوم حلال؟

سكت، ولم يجب.. فأردفت أقول: أنت بين ورعين: بين أن تتورع عن شخص مجرم واحد، أو مجموعة أفراد، ولديك الأدلة الكافية التي تحضرها معك يوم القيامة إذا خوصمت في شهادتك.. وبين أن تتورع عن السكوت عن الجرائم التي لحقت بمئات الآلاف، بل بالملايين .. بل بدين الله نفسه.. فدين الله صار بضاعة لكل مجرم يتاجر به، اقتداء بهذا الطاغوت الذي تدافع عنه.

كاد صاحبي ينفجر من حديثي هذا، فقلت له: رويدك، وأخبرني عن الشيخ علي جمعة.

فغضب غضبا شديدا، وراح يلعنه ويسبه.. فقلت له: لم لم تتورع عن هذا الشيخ الجليل، وهو عالم فقيه أصولي .. بل هو أكثر علما من قرضاويك بدرجات..وهو فوقه صلاحا وورعا وزهدا؟

قال لي: لو كان ورعا لما أفتى الشرطة بأن تضرب بالمليان.

قلت له: نعم هو أفتى بذلك لسلطة شرعية حتى تحفظ أمن بلدها في وجه الذين

نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست