responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 20

 

موازين العنصرية والطائفية

كلنا يزعم أنه ليس عنصريا ولا طائفيا ولا أنانيا ولا صاحب أثرة.. وكلنا يزعم أنه إنسان متجرد للحقيقة، ولا يدعو إلا للحقيقة، ويمتلئ فرحا بذلك، لأنه يزعم أنه المركز الذي تطوف حوله كواكب الحقائق.

لكن العاقل منا هو الذي يتهم نفسه، ويحاسبها، ويسألها عن البينات المثبتة لدعاوها، ولذلك لا يكتفي برؤية موقفه، وإنما يعرضه على موازين الله..

وموازين الله في هذا الجانب بحسب المصادر المقدسة اثنان.. أولهما التجرد مع الحقيقة، والدوران معها حيث دارت.. والثاني التعامل بما يقتضه العدل مع كل البشر، بل مع كل الكون.

الميزان الأول ـ التجرد مع الحقيقة:

وهو يعني أن المتجرد للحقيقة المخلص لها لا يبالي هل قبلها قومه، أم لم يقبلوها، وهل هي متناغمة مع قومه، أم ليست متناغمة معهم.. بل هو يطلب الحق لذات الحق، لا لأنه وجد قومه عليه.. فمعيار الحقيقة عنده هو كونها حقيقة، لا لكون قومه اعتقدوها أو فعلوها.

ويلزم من هذا الميزان أن المتجرد للحق يسمعه من أي كان، ويأخذ الحكمة من أي فم خرجت، ومن أي بلد صدرت.. فهمه الحكمة لا قائلها، ولا مصدرها.

ويلزم منه أيضا أن يدور المتجرد مع الحق حيثما دارت الحقيقة، فبوصلته

نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست