نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42
وهكذا، فإن سنة الله سبحانه أن (يختبر عباده بأنواع الشدائد، ويتعبدهم
بألوان الـمجاهد، ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجا للتكبر من قلوبهم، وإسكانا
للتذلل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله، وأسبابا ذللالعفوه)
ثم ذكر الإمام علي المنهج الذي يقاوم به الكبر والاستعلاء والعصبية، فقال: (فالله
الله في عاجل البغي، وآجل وخامة الظلم، وسوء عاقبة الكبر، فإنها مصيدة إبليس
العظمى، ومكيدته الكبرى، التي تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة، فما تكدي
أبدا، ولا تشوي أحدا، لا عالما لعلمه، ولا مقلا في طمره، وعن ذلك ما حرس الله
عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات، ومجاهدة الصيام في الايام المفروضات، تسكينا
لاطرافهم، وتخشيعا لابصارهم، وتذليلا لنفوسهم، وتخفيضا لقلوبهم، وإذهابا للخيلاء
عنهم، لما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتراب تواضعا، والتصاق كرائم الجوارح
بالارض تصاغرا، ولحوق البطون بالمتون من الصيام تذللا، مع ما في الزكاة من صرف
ثمرات الارض وغير ذلك إلى أهل المسكنة والفقر. انظروا إلى ما في هذه الافعال من
قمع نواجم الفخر، وقدع طوالع الكبر)
هذه
مقاطع من خطبة الإمام علي، والتفكر فيها وحدها كاف لردع كل وساوس النفس الأمارة
التي تحض على التكبر والاستعلاء، وكيف لا تكون كذلك، وقد قالها باب مدينة العلم،
وتلميذ رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الأكبر، ويعسوب الدين، وأمير المتقين.
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42