نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44
إلا وأرسل الله له من الأنبياء والرسل من يبصرونه بحقيقة الوجود، ووظائف
الإنسان فيه.. ويدل أيضا على أنه لم تخل أمة من الأمم من الصالحين والأولياء
والحكماء..
أما عدم تسجيل ذلك في التاريخ، فليس شيئا مهما، فالتاريخ لا يسجله في معظم
الأحوال إلا الساسة، ولذلك يهملون الاهتمام بالعقائد والقيم، ويركزون على الحكم
والسياسة.
أما اقتصار القرآن الكريم على ذكر بعض الأنبياء دون بعض، فذلك لحكمة إلهية
ترتبط بالأديان الكبرى التي استقر عليها واقع التاريخ البشري، ولذلك نرى هذه
الأديان المسماة الإبراهيمية هي السائدة والمنتشرة بكثرة..
والخطأ الذي يقع فيه المؤرخون من المسلمين أو غيرهم هو حصرهم التاريخ الديني
فيما سجله الكتاب المقدس.. الذي لم يكتف بالتأريخ الديني، وإنما راح يؤرخ للبشرية
جميعا، ويعتبرها وليدة زمن قريب لا يتجاوز الآلاف المعدودة، بينما هو في حقيقته
يتجاوز ذلك بكثير.
ولهذا يأمرنا الله تعالى بتجاوز ذلك كله، والسير في الأرض جميعا، لأخذ
الحكمة من أي فم خرجت، وعلى أي لسان برزت، قال: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي
الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ
بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي
فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46]
وذكر عن ذي القرنين أنه طاف المشرق والمغرب، وذكر عن موسى عليه
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44