أما شعب القلوب السليمة، فهو ممتلئ بالأنبياء والأولياء والصالحين والمخبتين
وعباد الرحمن ﴿ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا
خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].. ففيه
إبراهيم البابلي، ولقمان النوبي، وبلال الحبشي، وسلمان الفارسي.. فيه شعوب كثيرة
نسيت أنسابها الطينية، وراحت تبحث عن أنسابها الروحية الحقيقية.
أما شعب القلوب الخبيثة، ففيه كل عتل جبار مستكبر ظالم، وويل ثم ويل لمن راح
يعتز بنسب الجبابرة والمتكبرين، وقد ورد في الحديث الشريف أن رجلين على عهد رسول
الله a
انتسبا، فقال أحدهما: (أنا فلان بن فلان، فمن أنت لا أم لك؟)، فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (انتسب رجلان على عهد موسى
عليه السلام، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان.. حتى عد تسعة، فمن أنت لا أم لك؟)،
قال: (أنا فلان بن فلان بن الإسلام)، فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن هذين
المنتسبين: أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار، فأنت عاشرهم، وأما
أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة، فأنت ثالثهما في الجنة)[1]
وفي حديث آخر، قال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي: ألا إني
جعلت نسبا وجعلتم نسبا، فجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتم إلا أن تقولوا: فلان