نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
خذوا العبرة من سلمان المحمدي
يا دعاة الأمازيغية والعربية والكردية والفارسية والطورانية.. اسمعوا مني
هذه الحكاية، فلعلها تنفعكم.. فهي ليست أسطورة من الأساطير، أو خرافة من الخرفات..
وإنما هي عن رجل حكيم استطاع بتخلصه من قوميته ونسبه الطيني أن يحظى بأشرف قومية
ونسب عرفه التاريخ..
إنها عن حكيم الحكماء [سلمان المحمدي] الذي كان فارسيا.. لكن ذوبانه في رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) جعله من آل بيت النبوة، وحظي
بذلك الوسام الشريف الذي ردده التاريخ في كل أجياله: (سلمان منا آل البيت)
والقصة التي جعلت سلمان يرقى هذا المرتقى الصعب هي أنه كان جالسا بين بعض
القوميين، فرآهم يتفاخرون فيما بينهم، فبعضهم يذكر أنه من نسل ملوك الغسانة،
وبعضهم يرفع نسبه إلى الفراعنة، وآخر يرفعه إلى الكاهنة.. فعجب لهؤلاء القوم كيف
ينشغلون بالرمم البالية، وأمامهم الشمس التي لا تنطفئ.. والنور الذي لا يخفت..
والسراح المنير الذي لا ينتهي وقوده..
فلذلك ما إن سألوه عن قوميته حتى أجابهم بكل روحانية: أبي الإسلام.. ومحمد..
وكفى.. ثم راح ينشد بصوته العذب المختلط بدموعه:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا
افتخروا بقيس أو تميم
كان يمكنه أن يذكر حضارة فارس، وعدل أنوشروان، ونبوءة زرادشت، وحكماء الفرس
وأدباءهم.. لكنه لم يفعل.. لأنه ذاب في النبوة، وفني فيها، فلم
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81