نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86
لكن
اليهود الذي تعودوا على إثارة الفتن والنعرات راحوا يستعملون كل الوسائل لقطع تلك
الأواصر التي بناها الإيمان..
وقد
انتصروا في يوم من الأيام، فقد روي أن شاس بن قيس، وهو شيخ يهودي، شديد الضغن على
المسلمين، شديد الحسد لتآلفهم وأخوتهم، مر على جماعة من الأوس والخزرج فآلمه
اجتماعهم، فراح يسرد لهم أحداث التاريخ، ويقص عليهم قصص الصراع التي حصلت بينهم،
وكيف قتل بعضهم بعضا، وانتهك بعضهم عرض بعض..
لقد
فعل مثلما يفعله الآن بينكم حين يقلب أوراق التاريخ والجغرافيا لينشر العداوة في
صدوركم.
حينها،
استطاع ذلك اليهودي أن يشعل القلوب بالأحقاد، فليس هناك شيء يثير الأحقاد مثل
التاريخ صادقه وكاذبه..
وقد
تجلى ذلك الحقد في تحول حديث الأوس والخزرج من الحديث عن الله ورسوله إلى الحديث
عن المثالب والأمجاد..
وتحول
حديثهم من الرؤية الاستشرافية المستقبلية لإحياء الدين ونصرته، وعمارة الدنيا
واستثمارها، إلى الحديث عن تاريخ الآباء والأجداد، وإحياء الهوية، وبعث الرمم
البالية، والتقاليد واللهجات الفانية.
ووصل
الأمر إلى درجة التقاتل، فقد قال بعضهم بعد سجال طويل في أفضلية كل فريق على
الآخر: (إن شئتم والله رددناها الآن جذعة)
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86