نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17
التنويريون
.. وصفقة القرن
قد لا يكون ما
سأذكره الآن هو الحقيقة المطلقة، ذلك أنه من الصعب أن يدعي أي إنسان لا يستند لسند
غيبي معصوم أنه يصف المستقبل كما سيحصل بالضبط.. ولكني أحاول استشرافه من خلال
معطيات كثيرة، أصبحت بالنسبة لي على الأقل واضحة جلية، ولذلك أذكرها من باب الثبوب
لا من باب الإثبات.. ومن باب النصح لا من باب التحقيق العلمي المتين المؤيد
بالأدلة القطعية.
وخلاصة هذا
الاستشراف تكمن في أن الساسة الذين استعملوا في الماضي ما يسمونه بالإسلام السلفي
والحركي لتحقيق بعض مآربهم السياسية التي تخدمهم أو تخدم الصراع السياسي العالمي
بين الأقطاب الكبرى، قد اكتشفوا أن هذا الخيار قد حقق أغراضه، وانتهى دوره،
واحترقت أوراقه.. لهذا بدأت تصريحاتهم تنطلق من كل جهة تتبرأ منه، بعد أن اعترفت
أنها هي نفسها من دعمه لخدمة أمريكا وحربها الباردة مع الاتحاد السوفيتي.
والبديل لذلك ـ
كما يراه المتآمرون ـ هو إسلام آخر أكثر انفتاحا على الغرب، وعلى أمريكا خصوصا، بل
حتى على إسرائيل.. حتى يهيئ الأجواء لما يسمونه [صفقة القرن]، وهي صفقة لا تشمل
السياسة ولا الاقتصاد وحدهما، بل تشمل الإنسان أيضا.. فالإنسان هو الأساس في كل
مشروع يراد تنفيذه صالحا كان ذلك المشروع أو فاسدا.
وصفقة القرن
تقتضي الانفتاح الكلي على الغرب وإسرائيل وزوال كل الحواجز النفسية والاجتماعية
والثقافية بحيث يصبح المسلم إنسانا مدنيا يفكر بنفس
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17