نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26
ويسمونها بلاد
الجن والملائكة، ويريدون منا أن نغمض أعيننا لنسير خلفها حتى نكسب ودها، ونتطور في
سلم الرقي الحضاري.
والأخطر من ذلك
هو مطالبتهم لنا بالتمرد على مصادرنا المقدسة، والقيم النبيلة التي جاءت بها،
لنستبدلها بالمقدسات الفرنسية والقيم الفرنسية.. وهذا ما ينقضي منه العجب.. فمنذ
متى كانت لفرنسا أي قيم أخلاقية أو تنويرية، وهي أم المجرمين، ومنطلق الإجرام في
القديم والحديث، واليمن خير شاهد على ذلك.
لكن مع ذلك نرى
التنويريين لا يزالون يسجدون ويركعون لها، ويجثون على أقدامهم كل ما ذكرت، ويكادون
يسبحون بحمدها.. وحق لهم أن يفعلوا ذلك، فهم ليسوا سوى نتاج للحرب الفرنسية
الثقافية على الإسلام ومصادره والقيم النبيلة التي جاء بها.
فجرائم فرنسا لا
تقتصر على تلك الحروب التي مارستها على الشعوب المستضعفة، ولا على سياسة الأرض
المحروقة، ولا على الإبادات الجماعية، ولا على كل الجرائم العنصرية، وإنما لها
جرائم أخرى لا تقل خطرا، وهي لا تزال ترسل إلينا عبر مندوبيها من التنويريين، وعبر
تلك الثكنة الجامعية التي كانت مدرسة نهل منها التنويريون كل المناهج التي يضربون
بها الإسلام.. ثكنة [السربون] التي يتصور الكثير من المغفلين أنها جامعة للبحث
العلمي، بينما هي في حقيقتها ليست سوى وسيلة من الوسائل التي استعملتها قديما، ولا
تزال تستعملها حديثها في حروبها المختلفة.
ومن العجائب أن تفتح
جامعة السربون فرعا لها قبل فترة في الإمارات العربية المتحدة، عاصمة الحداثة
العربية، تلك التي تمون كل مشاريع الحداثة، ويسكن فيها
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26